…وقال: "إن رجفان الأرض والجبال يوم القيامة وصيرورتها كثيباً مهيلاً ومثلها الجبال والسماء والقمر والبحار بالإضافة إلى ما في هذه الإشارات القرآنية من حقائق إيمانية غيبية عن تبدل نواميس الكون ومشاهده عند انتهاء الحياة الدنيا وبدء الحياة الأخرى.. فإنها قد جاءت بسبيل وصف يوم القيامة وإثارة الرعب في قلوب السامعين الذين تدهش نفوسهم من عظمة هذه المشاهد والنواميس وروعتها، وعلى وجه التقريب والتمثيل لإنذار المكابرين المعاندين"(١).
…وقال عن بحث التفاصيل: "وليس من طائل وراء ذلك كله وفيه تكلف لا ضرورة له فيما هو المتبادر عدا أنه لا يستند إلى روايات وثيقة متصلة بالنبي عليه السلام. فالحياة الأخروية حقيقة إيمانية مغيبة في جميع مشاهدها"(٢). وننوه هنا إلى أن الشيخ محمد عزت دروزة رد أحاديث كثيرة وثيقة الصلة بالنبي عليه السلام منها أحاديث رجم الزاني المحصن. فضلاً عن أن ما يتحدث عنه ورد في القرآن الكريم على وجه القطعية في الدلالة.
…وقال عن النقر في الناقور وقد عده من الوسائل التدعيمية: "ولما كان الناس قد اعتادوا أن يضربوا الطبول أو ينفخوا بالأبواق وأن ينقروا على الأدوات المصوتة حينما يريدون التجمع لأمر هام. فقد جاءت هذه التعابير في الآيات القرآنية للتشبيه والتقريب كما هو المتبادر لأن الله غني عن ذلك حينما تقتضي مشيئته بعث الناس للحياة الأخروية"(٣).
(٢) دروزة، محمد عزت، التفسير الحديث، ١/٨٠. وانظر تفسير سورة الكوثر ص ١٢٦، وانظر القرآن المجيد ص ١٩٠-١٩٣.
(٣) دروزة، محمد عزت، التفسير الحديث، ١/٩٤.