…وهل تجمع عقول الكافرين والمنافقين والفاسقين مع عقول المؤمنين الأتقياء من المسلمين؟! إن هذا لشوب من الشوائب فظيع.
…ولا يقل عن هذه الشائبة خطورة أن يجعل الرأي العام هذا ميزانا توزن به مصادر التشريع الصادرة من الوحي وهما الكتاب والسنة وبالتالي أجهز على الإسلام كله. وهذه شائبة ماحقة للدين. ومن يجل النظر في كلامه يلحظ أنه جاء بمقياس فضفاض، لا ضابط له ولا حدود وهو العقل والفطرة، دون أن يعرفهما، وأعرض عن مقياس محدد، منضبط وهو كتاب الله وسنة رسوله - ﷺ -. فتلاقي العقول والفطر التي نادى بها في الرأي العام الذي يصيغه الحكام وذوو الاقتدار من أهل النفوذ عنوة ورغباً ورهباً في دول لا تحكم بما أنزل الله، بل تحارب حكم الله، وتقع تحت نفوذ الكافر المستعمر. تلكم شوائب ماحقة جاء بها مفسرون في القرن الرابع عشر الهجري نبرأ إلى الله منها.
٩- شوائب التفسير في إصلاح الخط العربي:
…توجه علماء المسلمين بعد فساد اللسان العربي، صوناً للغة العربية، باعتبارها لغة القرآن الكريم، إلى إدراجها أصالة في علوم القرآن وفي علم أصول الفقه، واشترطوها للمجتهد الذي يحق له استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية. وأوقفوا جواز التفسير وقبوله على معهودها. وأوجبوا على كل من يريد الإسلام ممن لا يحسن العربية أن يتعلم منها ما لا بد منه لإقامة الصلاة، والتعبد بتلاوة القرآن ذلكم لأن فصل الطاقة العربية عن الطاقة الإسلامية سبب بلاء هذه الأمة، وعامل قوي في هدمها، ومساعد على جهل الأمة بدينها. وامتدت يد الشوائب لتنال من لغة القرآن بل من حروفه. وقد مرت معنا الدعوة لكتابة مصحف بغير رسمه، كما تعالت صيحات لترجمة القرآن الكريم ليتعبد بتلاوته، وهناك من دعا إلى ترجمة معانيه. وهناك دعوة لتغيير شكل حروف اللغة نفسها. وإليك تفصيلها من صاحب الفكرة نفسه.