…وقال: "إن أذكياء المسلمين من العرب والترك وأذكياء نصارى العرب من السورين قد فكروا في مسألة إصلاح الخط العربي في أواخر القرن الماضي. وأتذكر أن شيخنا الجسر قد أطلعني في أيام الطلب على حروف رسمها بعض الأذكياء قد جعل الشكل متصلاً بالحرف فيكون للحرف عدة أشكال حفظ صورته الأصلية. ولم يكن هذا مرضياً لمن اطلع عليه من الباحثين"(١).
(١) المصدر السابق، ص ٢٠٠، ومن الأذكياء الذين ذكرهم أصحاب مجلة المقتطف نصارى وقد اقترحوا كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية. ومن الأذكياء الانجليزي ويلموز (قاض في مصر) روج للعامية، وجميل الزهاوي، دعا إلى تأليف خط جديد وصفه بأنه أمثل من الخط العربي ومن الخط الإنجليزي. وأحمد مختار باشا بالتشاور مع ناظر المعارف وهو أجنبي وبعض المفكرين من الفرس رأى أن تكتب الحروف العربية المشهورة الآن مقطعة ويجعل الألف بعد الحرف المفتوح، والواو بعد الحرف المضموم، والياء بعد الحرف المكسور. ويكتب الحرف المشدد مرتين كما هو في الأصل. وقد ذكر محب الدين الخطيب أن الداعي له هو الطبيب اسماعيل حقي الميلاسلي والشيخ رشيد نفسه. هؤلاء هم الأذكياء المهتمون بتغيير الخط العربي. وانظر مجلة المنار، م١٣، ٣/٢٠٠-٢٠٢. وانظر مجلة الزهراء، محب الدين الخطيب، م٥، ٢/٣/٨٣ جمادى الأول ١٣٤٧هـ. وقد سمّى شيخُ الإسلام مصطفى صبري جميلَ الزهاوي شاعر الإلحاد انظر موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين، ٣/٤٣٣، طبعة المكتبة الإسلامية، القاهرة، ١٩٥٠.