المبحث الثاني : شوائب التفسير في العقوبات في الإسلام
العقوبة والعذاب:
…قال الشيخ رشيد رضا عند قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ (١): "ونقل الرازي عن حكماء الإسلام أن المراد بالخزي هنا العذاب الروحاني لأنهم طلبوا الوقاية من النار من قبل وهو العذاب الجسماني، واستنبط من الابتداء بطلب النجاة من العذاب الجسماني، وجعل طلب النجاة من العذاب الروحاني آخراً وختاماً أن العذاب الروحاني أشد. ويعنون بالعذاب الروحاني الحرمان من الرضوان الأكبر بكمال العرفان الإلهي"(٢).
…وقال عند قوله تعالى: ﴿ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ (٣): فإن قلت إن ما قررته يشمل استعلاء بعض الأمم الشمالية على كثير من ممالك المسلمين الجنوبية، فهل كان أولئك الشماليون على الحق والصلاح، وهؤلاء الجنوبيون على الباطل والفساد، أقل: نعم الأمر كذلك فلولا أنهم يفضلونهم أخلاقاً وأعمالاً وعدلاً وإصلاحاً واتباعاً لسنن الله في نظام الاجتماع والسياسة لما سلطوا عليهم"(٤).
(٢) تفسير المنار، ٤/٣٠٤.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٨٨.
(٤) تفسير المنار، ٤/٢٩٤.