…وقال عند قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ ﴾ (١): "ثم تكلم الأستاذ عن استشكال بعض المتكلمين لتعذيب الجلود الجديدة مع أن العصيان لم يكن بها. وأجاب عن ذلك بأربعة وجوه(٢). كان آخرها أن هذا استعارة عن الدوام وعدم الانقطاع ثم قال: وقد علمت أنه يوافق ما اختاره الأستاذ الإمام في العبارة، ورأيت أنه صورها بما هو أقرب من هذا التصوير إلى العقل واللفظ"(٣).
…ثم قال: "ولولا ما علم من الدين بالضرورة من المعاد الجثماني بحيث صار إنكاره كفراً لم يبعد عقلاً القول بالنعيم والعذاب الروحانيين فقط ولما توقف الأمر عقلاً على إثبات الأجسام فعلاً، ولا يتوهم من هذا أني أقول باستحالة إعادة المعدوم، معاذ الله تعالى، ولكني أقول بعدم الحاجة إلى إعادته وإن أمكنت. والنصوص في هذا الباب متعارضة فمنها ما يدل على إعادة الأجسام بعينها بعد إعدامها، ومنها ما يدل على خلق مثلها وفناء الأولى. ولا أرى بأساً بعد القول بالمعاد الجسماني في اعتقاد أي الأمرين ا. هـ"(٤).
(٢) ١- البدل يكون عين الأصل المبدل منه في مادته وغيره في صورته وقال عن هذا الوجه سفسطة ظاهرة. ٢- المعذب هو الإنسان وذلك الجلد ما كان جزءاً من ماهيته بل هو كالشيء الزائد الملتصق به ونسبه للرازي. ٣- المراد بالجلود السرابيل.
(٣) تفسير المنار، ٥/١٦٥.
(٤) تفسير المنار، ٥/١٦٦.