…وقال في عدد آخر: إن من يمنع هذه الآراء على صفحات الجريدة يكن قد أعاد عمل محاكم التفتيش وشجب ما قام به الأزهر من عقوبة علي عبد الرازق الذي نشر كتابه الإسلام وأصول الحكم. وقد جعل محمد حسين هيكل جريدته منبرأً حراً للرأي الحر، والثقافة العالمية –كما قال-. وقال: (إن محاربة الرأي بوسيلة غير المجادلة بالتي هي أحسن إنما هي عمل من أعمال الجاهلية(١). وقال في عدد آخر: "ألا لئن فعلنا (حدود السرقة والزنا والجروح قصاص) لنكوننَّ في أعين العالم المتمدين همجاً متوحشين"(٢).
…هذا ولم يرعو الشيخ عبد المتعال مع كثرة الردود عليه، وإقامة الحجة على مقالاته، بل ألف كتيباً بعنوان اجتهاد جديد طبعه في مطبعة الاعتماد بعد ذلك بثمانية عشر عاماً(٣). أباح فيه الفطر في رمضان مع إخراج الكفارة لكل صاحب عمل فيه مشقة ومنهم عمال سكك الحديد. مما يدل على أن الرجل عقيدته فاسدة وليس مجرد صاحب اقتراح بريء.

(١) جريدة السياسة الأسبوعية، محمد حسين هيكل، ص٧، السبت ٢٧ فبراير، ١٩٣٧م. مصر.
(٢) جريدة السياسة الأسبوعية، محمد حسين هيكل، ص٥، السبت ١٣ فبراير، ١٩٣٧م. مصر.
(٣) احتهاد جديد في آية ﴿ وَعَلى الَّذينَ يُطِيقونَهُ فِدْيَة ﴾ (البقرة: من الآية ١٨٤) الصعيدي، عبد المتعال، ط١، مطبعة الاعتماد بمصر، ١/١٢/١٣٧٤هـ الموافق ٢١/٧/١٩٥٥ والكتاب موجود بالهيئة المصرية العامة للكتاب تحت رقم ٢٦٤٣١ تفسير.


الصفحة التالية
Icon