ذكر القرآن في الموضوع وأعرض عن السنة الصحيحة شبه المتواترة والحكم للزاني المحصن متواتر وهو الرجم حتى الموت وهو بذلك يخالف القرآن والسنة على سواء، قال تعالى ﴿ مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ﴾ (١) وقال ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ (٢). وقال - ﷺ - (يوشك أحدكم أن يكذبني وهو متكيء على أريكته يحدث بحديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل الذي حرم الله)(٣).
…وفي رواية أبي داود (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه؛ ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كلُّ ذي ناب من السبع..) (٤) الحديث.
٢- محمد عزت دروزة وحد الزنا:
…"جمهور المفسرين وأئمة الفقه مجمعون على أن الحد المذكور في الآية الثانية (من سورة النور) على العزاب غير المتزوجين مع زيادة مختلف عليها وهي (نفي سنة) حيث يثبتها بعضهم وينفيها بعضهم. وأن الحد الشرعي على المحصنين المتزوجين هو الرجم حتى الموت مع زيادة مختلف عليها وهي مائة جلدة قبل الرجم"(٥).

(١) سورة النساء، آية ٨٠.
(٢) سورة النور، آية ٦٣.
(٣) رواه أحمد في مسنده برقم ١٧١٩٤ ورواه أبو داود برقم ٤٥٨٠، ٤٦٠٤، ورواه الترمذي عن المقدام بن معد يكرب حديث ٢٨٠٢.
(٤) رواه أبو داود الحديث رقم ٤٥٨٠ باب لزوم السنة. وانظر الحديث ٤٥٨١ – وانظر مسند أحمد رقم ٢٣٩٢٢ – وفي رواية (من بلغه عني حديث فكذب به فقد كذب الله ورسوله والذي حدثه).
(٥) دروزة، محمد عزت، التفسير الحديث، ١٠/٧، وانظر ص ١١ من المصدر نفسه.


الصفحة التالية
Icon