…وهذه العبارة وإن تكررت في التفسير إلا أن ورودها بعد فراغه من التفسير في مجلة الفتح ردا على المعترضين يدل على إصراره على موقفه أن الرقص وأنواعه القديمة والحديثة، والموسيقى القديمة والحديثة تفسير لكلام رب العالمين. إن إيداع أمثال هذه الأمور في بيان معاني خطاب رب العالمين لإحدى الكبر. وليس غريباً أن يؤول الأمر إلى فساد الحس الإيماني عند من يأخذ بكلامه. فإيراد مثل هذه الأمور في تفسيره استحساناً، أو دون استنكار يعد مثلبة وأي مثلبة، حيث يوجه المسلمين إلى طراز الحياة الغربية بأسوأ ما فيها. ولا شك ولا ريب أن هذه شوائب في التفسير لا سند لها في اللغة ولا في الشرع بل هي أفكار تعشعش في ذهن صاحبها أراد أن يضفي عليها صبغة شرعية ليبلغ هدفه في الانقلاب الفكري الذي يسعى إليه من هذا التفسير فأودعها تفسيره.
الموسيقى في تفسير الشيخ عبد الكريم الخطيب:
…قال في تفسير سورة الرحمن – نظمها: "فهذا المقطع الذي بدأت به السورة الكريمة، هو مقدمة موسيقية علوية اللحن، قدسية النغم، لا تكاد تتحرك بها الشفاه، وتتصل بها الآذان، حتى يتفتق من أكمامها هذا الجلال المهيب، الذي يملأ القلب مهابة وخشية، وحتى يشيع في النفوس روحا وانتشاء. سواء في ذلك من وقف عند تناغم الألفاظ، وتجاوب جرسها، أم من جمع إلى هذا ما يفتح الله له من علم يرى في أضوائه جلال المعنى، وصدقه المصفى من شوائب الباطل والضلال.


الصفحة التالية
Icon