٢- أن القرآن الكريم كان محور اهتمام معاهد التعليم في المغرب العربي وإن لم يكن ذلك على حساب العلوم الأخرى، فإذا نظرنا إلى علم القراءات وجدنا قدم اهتمام المغاربة بهذا العلم، فعلى الرغم من أن قراءة نافع هي التي استقرت عند المغاربة كما سيأتي بيان ذلك في المبحث التالي إلا أن القراءات المتعددة قد وجدت طريقها إلى المعاهد العلمية بالمغرب العربي، بل ((لم يقتصر القيروانيون على القراءات السبعة بل تجاوزوها إلى العشرة والأربعة عشر وإلى بقية القراء الذين كان لهم اختيار خاص))(١).
غير أن قراءة نافع هي التي شكلت معظم الثقافة القرآنية في المغرب العربي حتى اشتهر ما عرف باسم مقرأ نافع وأصبح هو المرجع الذي يرجع إليه في علم القراءة كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
المبحث الثاني
العناية بعلوم القرآن وتعليمها في المغرب العربي
إن الجو العلمي الذي ساد المغرب العربي منذ أوائل الفتوح الإسلامية لم يكن بمنأى عن الاهتمام بعلوم القرآن الكريم، بل حظي القرآن الكريم وعلومه بالنصيب الأوفى من الدراسة في المغرب العربي وتتمثل أهم مظاهر هذه العناية فيما يلي :-
١ - إقراء القرآن الكريم:
أشار البحث فيما مضى إلى وجود ظاهرة إقراء القرآن الكريم على يد الصحابة } والتابعين الذين دخلوا إلى المغرب العربي، ثم استمر هذا النهج بعد عصر التابعين ؛ سواء في طور القراءة الحرة التي لا ترتبط بقراءة محددة أو في طور اختيار القراءات سواء بطرق الترجيح المختلفة أو لمجرد الاختيار.