والشيخ ابن عاشور هو الإمام محمد بن الطاهر بن عاشور رئيس المفتين وقاضي الجماعة وأستاذ التفسير بجامع الزيتونة وشيخ الجامع الأعظم، والعالم الذي تنوعت معارفه وتعددت مصنفاته في العلوم المختلفة، ويقع تفسيره في خمسة عشر مجلداً طبعت منه أجزاء في حياته ثم توالت بعد وفاته حتى طبعت الطبعة الكاملة منه سنة ١٤٠٤ هـ بالدار التونسية للنشر، وأصل اسمه كما ذكر الطاهر في مقدمته ((تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد)) ثم اختصره إلى (التحرير والتنوير)..
ويلاحظ على دروس التفسير في المغرب العربي في العصر الحديث ومؤلفاته تأكيد التواصل مع روافد الثقافة الإسلامية الأصيلة كاللغة وعلوم الحديث وغيرها، وإذا طبقنا ذلك على تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور لوجدناه جامعاً حافلاً لما في كتاب الله عز وجل من دلالات مروية عميقة، فقد درس الاشتقاق اللغوي ومعاني الحروف والأدوات وعلاقة الحديث النبوي بتفسير القرآن الكريم واستشهد بالشعر العربي القديم على معاني كتاب الله عز وجل وهذا كله دليل على الاهتمام بجذور الثقافة العربية(١).