ومن ثم فهو لم يساير المدرسة العقلية في كثير مما ذهبت إليه، فمع دفاعه عن جهود الشيخ محمد عبده في خدمة القرآن الكريم لا يمتنع من مخالفته والرد عليه فيما يذهب إليه من التماس معجزة القرآن في التفسير العلمي للآيات القرآنية بصورة يظهر فيها التكلف مثل تفسيره ( الطير الأبابيل ) بالجُدَري، وكذلك تفسير الشيخ رشيد رضا لمرور موسى عليه السلام وغرق آل فرعون بعملية المد والجزر المعهودة في البحر، فيقول معلقاً على هذا: ((ونحن لا نوافق الأستاذين على مثل هذا الإغراق في تفسير ما ذكره القرآن الكريم على أنه من قبيل المعجز.. وليس يعنينا أن يكفر من يشاء إذا كان إيمانه لا يتم إلا بالتنازل عن جزء ولو يسير من الدين وهو من الممكنات التي لا ينازع فيها عقل ولا دين صحيح))(١).
ومن هنا يتضح اهتمام المغاربة بتفسير القرآن ومنهجيتهم في هذا الاهتمام وهدفهم العلمي والثقافي من التفسير تدريساً وتأليفاً.
٣ - علم القراءات ورسم المصحف :
وأما علم القراءات فقد لقي في المغرب العربي عناية فائقة ذكرنا بدايتها فيما مضى، ويتلخص ذلك فيما يلي :
١- أن القراءات القرآنية كانت موجودة في المغرب منذ عهد الصحابة والتابعين.
٢- أنها مرت بطورين :
أ - طور القراءة الحرة.
ب- طور الاختيار في القراءة.
٣- أن قراءة نافع أصبحت القراءة السائدة في المغرب العربي من أواخر القرن الثالث الهجري.
وكل هذا يتعلق بالقراءة.