"المذهب المركب من مذهبين : وهو أن يأتي القارئ برواية القارئ الأول ويتمادى على ذلك إلى أن يقف على موضع يسوغ الوقف عليه، فمن اندرج معه فلا يعيده ومن تخلف فيعيده منتهياً بالوقف السائغ مع كل راو.
٤-فن الحطّيّات : وهو إحصاء ما في القرآن من حروف وكلمات وجمل مكررة أو متشابهة، وقد ظهرت هذه المدرسة في المغرب العربي في القرن الثالث عشر الهجري، ويسمونها مدرسة العدد أيضاً، ومن أشهر شيوخ هذه المدرسة أبو عبدالله محمد بن أحمد الوليذي، من تطوان ( توفي سنة ١٣٢٠هـ ) وله في هذا الأمر مصنف هو :(رمزية البدور السبعة بالعدد) فرغ من تصنيفها قبل وفاته بسنة واحدة.
وعموماً فكثير من الفنون المتعلقة بالقراءات شائع عند المغاربة أكثر منه عند المشارقة، إلى حد أن وصف الدكتور سعيد عراب بعض هذه الفنون كالحطيات والرمزيات والعدد بأنها ((تراث مغربي صميم لا تعرفه مكتبات الشرق))(١).
ومن أهم العلوم التي تعلقت بعلم القراءات علم رسم المصاحف، وقد اهتم العلماء به من قديم لأهميته في ضبط القراءة، وجعل أحد الشروط في صحة القراءة كما نص على ذلك ابن الجزري في كتاب النشر(٢) وقد صنف أبو عمرو الداني كتاب المقنع في معرفة رسوم مصاحف الأمصار، وهو من أوائل الكتب التي اهتمت بهذا الفن ثم نظمه الشاطبي الرّعيني بقصيدته المشهورة (عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد)، وقد اشتهرت هذه القصيدة بين القراء أعظم من شهرة كتاب الداني نفسه، كما اشتهرت أيضاً منظومة الخراز المسماة (مورد الظمآن في رسم وضبط القرآن) لمحمد بن إبراهيم الأموي الفاسي الخراز (توفي سنة ٧١٨ هـ )، ووضع عليه المغاربة شروحاً كثيرة مثل شرح الشوشاي والدرعي وابن عاشر وغيرهم(٣).
المبحث الثالث
شيوخ الإقراء والتفسير والقراءات في المغرب العربي
(٢) …النشر في القراءات العشر ١/٩.
(٣) الدراسات القرآنية بالمغرب ص٤٢.