٣ - الإشراف الدقيق على المدارس : فقد عرف المغاربة في مدارسهم وجود أستاذ مشرف على المدرسة يهتم بها وبتلاميذها كما مر، ونضيف هنا أن الإشراف ينبغي أن يكون على الطالب علمياً وسلوكياً، وفي هذه الرسالة التي أرسلها أحد الآباء وهو الشيخ عبدالله بن محمد الجزولي ( توفي ١١٩٨ هـ ) إلى معلم ولده إضاءة على ذلك إذ يقول :((فهاك ولدي عبدالرحمن... فاحفظه من الخروج مع الصبيان والكبار للسكك والديار والفدادين... ولا يذهب به أحد للدار قريباً أو بعيداً إلا أن تذهب معه.. وأدبه بحسن الآداب من غض البصر وقلة الكلام وتقليل الأكل والشرب والضحك... ولا تترك أحداً يتكلم معه حتى ولدك، فمن أراد أن يعطيه شيئاً فليعطه إليك... وعلمه الكتابة وكيف يقرأ بسرعة من غير ترديد الكلمات...))(١).
وهي رسالة توجه إلى أهمية الجمع بين الإشراف العلمي والسلوكي على الطلاب، بل إن بدأها بالجانب السلوكي يعزز من أهميتها بالنسبة للصغار.
٥- دور العلوم الشرعية مع تحفيظ القرآن الكريم : إن فقه القرآن لا ينبغي أن ينفصل عن حفظه لأن المقصود بالحفظ ليس مجرد الاستظهار وإنما الاستعداد للفهم الصحيح من أجل العمل الصحيح ولا يكون ذلك إلا بتعلم العلوم الشرعية التي تعين على فقه القرآن الكريم ومن التوجيهات التي وجهها الأندزالي السوسي لحفظة القرآن على بعض هفواتهم قوله :((ومنهم من يكون إماماً ولا يعرف أحكام الوضوء والغسل، فيلحن بالقراءة فتبطل صلاته وصلاة من صلى خلفه جزاء وفاقاً))(٢).
فينبغي المزاوجة بين تحفيظ القرآن الكريم والمواد الشرعية المعينة على فهم أحكامه بالتدريج الذي يتناسب مع عمر الطالب واستعداده العلمي.
(٢) …المصدر السابق ص ١٦.