ومن اللافت للنظر أن تنسب كتابة أول مصحف شريف في المغرب العربي إلى خديج بن معاوية سنة ٤٧ هـ بمدينة القيروان بتوجيه الأمير عقبة بن عامر الفهري، وتوجد نسخة مصورة من هذا المصحف بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة يصفها المفهرس بأنها ((مصحف شريف بقلم مغربي كتبه خديج بن معونه - ولعلها معاوية - بن سلمة الأنصاري سنة ٤٧ هـ بمدينة القيروان كتبه للأمير عقبة بن نافع الفهري))(١).
وقد تعرض الدكتور صلاح الدين المنجد لوصف هذا المصحف في كتابه ((دراسات في تاريخ الخط العربي))(٢)، إلا أن الدكتورة هند شلبي تتشكك في أن يكتب مصحف في القيروان في هذا الوقت المبكر، وتعتمد في ذلك على بعض الثوابت التاريخية مثل : تأخر ظهور الخط المغربي عن هذا التاريخ، بل إن تأسيس القيروان نفسها كان عام ٥٠هـ أو ٥١هـ ((فلا يعقل أن يكون المصحف قد كتب بالخط المغربي قبل سنة ٥٠هـ ولم تكن المدينة التي سيظهر فيها ذلك الخط قد أسست بعد))(٣)، إلى جانب بعض الأمور الأخرى التي استندت عليها وذكرتها(٤).

(١) …فهرس المخطوطات المصورة معهد إحياء المخطوطات العربية جامعة الدول العربية فؤاد السيد سنة ١٩٥٤م القاهرة.
(٢) …دراسات في تاريخ الخط العربي، د. صلاح الدين المنجد، ص ٨٣
(٣) …القراءات بإفريقية من الفتح إلى منتصف القرن الخامس الهجري ص ٥٠.
(٤) …المصدر السابق من ص ٤٨ إلى ص ٣٥


الصفحة التالية
Icon