فهذان الرافدان من أهم الروافد التي انتشر بواسطتها القرآن الكريم في المغرب العربي، وهما يمثلان الترجمة العملية للتلقي من الصدور إلى الصدور، تلك الطريقة التي أُخذ بها القرآن الكريم من لدن الصحابة، بل إن النبي ﷺ نفسه كان هو السلف الصالح في هذا الأمر، إذ أخذه عن جبريل عليه السلام بطريقة التلقي كما قال الله عز وجل ؟ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (١٧) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (١٨) ؟(١).
البعثات التعليمية :
شعر القادة الفاتحون للمغرب العربي بأهمية وجود من يُعَلِّم أهل المغرب العربي القرآن الكريم وعلوم الدين المختلفة، فلم يكتفوا بمجرد وجود من يقرئ الناس كتاب الله في هذه البلاد كسفيان بن وهب الصحابي وعبدالرحمن بن الأسود التابعي وغيرهما، بل أرادوا أن يكون هناك معلمون معينون من قبل هؤلاء القادة وظيفتهم الأساس هي إقراء الناس القرآن وتعليمهم العلم.