وهذا لا يعني إقرار أفراد البعثة الذين علموا القرآن الكريم وجود قراءات شاذة مخالفة للمصحف العثماني أو إقراءهم المغاربة على حرف يخالف رسم المصحف العثماني لأنه أمر قد أجمع عليه الصحابة واستقر أمر الأمة عليه.
المعاهد العلمية:
ويقصد بها الهيئات التي خصصت لتدريس القرآن الكريم وعلومه، وهي المساجد والمدارس والكتاتيب والرباطات، وقد خصصنا المبحث الرابع لتفصيل هذه المعاهد في المغرب العربي، إلا أنه تجدر الإشارة هنا إلى أمرين :
١- أن المساجد وجدت قديماً منذ بدايات الفتح الإسلامي في المغرب كالمسجد الذي ابتناه عقبة بن نافع سنة ٥١ هـ وهو المعروف بجامع القيروان، ثم جامع الزيتونة بتونس الذي يعد المسجد الثاني الذي تولى العناية بالعلوم العربية خصوصاً علوم القرآن الكريم، والذي أصبح فيما بعد جامعة إسلامية لا يقتصر التعليم فيها على المغاربة وحدهم، وإنما يفد إليها الطلاب من بلاد العالم الإسلامي، ثم يأتي جامع القرويين بفاس الذي أُسس باعتباره جامعة علمية في النصف الأول من القرن الثالث الهجري وتخرج منه جماعة من كبار العلماء كأبي بكر بن العربي والحاتمي وابن خلدون وغيرهم، وظل ينافس المعاهد العلمية الكبرى كالأزهر والزيتونة، ثم جامعات قرطبة وغرناطة بالأندلس حتى تبوأ مكانة علمية واضحة عبر العصور(١).