ومع زحمة الحياة وانشغال الناس بالدنيا وذهاب بركة الأوقات، صار حفظ القرآن صعباً على بعض الناس نظرا لما يحتاجه من الوقت والتفرغ وصفاء الذهن، ولم يكن أمام الواحد منهم إلا وقت قصير وجهد ضعيف لحفظ بعض سور من القرآن، فيأتي السؤال المتكرر: بمباذا يبدأ ؟ وأي سورة يختار ؟ فرأيت أن أرتب القرآن حسب الأفضل من منطوق الأحاديث الصحيحة حتى يحصل المرء في وقت قصير وجهد قليل على أجور عظيمة وفضائل كثيرة، وحتى يبدأ بالأهم فالمهم، والعمر قصير والموفق من استثمره في طاعة الله، فرتبت سور القرآن حسب الأفضل والأهم وذلك مما ورد فيها نص صحيح بتفضيلها، وهي كذلك لمن يحب قراءة القرآن ويريد ترديد السور التي فيها فضل زائد عن غيرها مع التنبيه أنه لا ينبغي أن يتخذ شيء من القرآن مهجورا، إضافة إلى انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضائل السور بين الناس مع أن في الصحيحة غُنية، فجمعت هذه الرسالة ونظمتها حتى تكون كالعقد الذي يحلي به المسلم حياته وأسميتها (عقد الدرر فيما صح في فضائل السور) وقبل البدء في المقصود لا بد من الإشارة إلى بعض النقاط المهمة كما يلي :
- بحثت عن الأحاديث في فضائل السور في كثير من كتب الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم والكتب الخاصة بفضائل القرآن بحيث أحرص أن لا يفوتني أي حديث في فضائل السور حسب الطاقة وجهد الانسان الضعيف، وأخذت أحكام المحدثين على هذه الأحاديث وأثبت منها ما كان صحيحاً أو حسناً وما لم أذكره في هذه الرسالة فهو إما ضعيف لا يقبل التحسين أو موضوع وما أكثرها حسب أحكام جهابذة المحدثين. ومن وجد حديثاً صحيحاً فيه فضل أو معنى غير ما ذكر فليدلني عليه مشكورا مأجوراً.


الصفحة التالية
Icon