فبخصوص تطوير الأنظمة والبرامج لدى الدور فإن الحاجة ملحة لذلك لتتوائم مع مستجدات العصر ومع ميول وإتجاهات الطالبات مع المحافظة على الثوابت. وقد ذكر الشيخ المربي محمد الدويش أن " الحياة من حولنا متجددة ومتطورة ومتغيرة، وبناء عليه فالمؤسسات التربوية بحاجة إلى أن تتطور "(١) ثم نبه – وفقه الله –إلى ضرر عدم التجديد فيها فقال: "حينما يقف التجديد والتطوير في المؤسسات التربوية فإن المسافة بين هذه المؤسسات وبين الأفراد المنتمين إليها ستضيق حتى يتجاوزها الأفراد" وعلل ذلك بقوله :" الأفراد يتطورون وينمون وحينما يشعرون أن المؤسسات التربوية التي ينتمون إليها لا تتقدم ولا تتطور سوف يشعرون أنهم تجاوزوها وأنها لم تعد تقدم لهم جديداً" (٢)
من جهة أخرى فإن الوعي بطبيعة المرحلة التي تمر بها طالبة المرحلة الثانوية وحاجاتها ومشكلاتها والتي أشرنا لطرف منها سيدفع إلى العناية بهن وتطوير البرامج المقدمة لهن. وقد ألمح الشيخ محمد الدويش لذلك فقال :" المراهق له احتياجات خاصة، له مشكلات خاصة، شخصيته تختلف عن شخصية الطفل في الجانب العقلي والاجتماعي والانفعالي وغيره، وبناء عليه فإن البرامج التي تقدم له يجب أن تتلائم مع هذه المرحلة... كان في السابق يتلقى برامج تلائمه في مرحلة الطفولة والآن انتقل إلى مرحلة جديدة فهو بحاجة إلى برامج جديدة تتلائم مع هذه المرحلة" (٣)
وفيما يتعلق بأهمية تأهيل المعلمات اللاتي يتولين تدريس طالبات المرحلة الثانوية فإن له أكبر الأثر في القضاء على ظاهرة التسرب لديهن وكذلك جذب طالبات جدد للالتحاق بالدور حيث سيجدن من يحسن مخاطبتهن ويتفاعل مع قضاياهن ويعيش همومهن.
(٢) المصدر السابق
(٣) المصدر السابق بتصرف يسير