يقول ابنُ الجزري في النّشر: ((ولما قدم الشيّخ أبو محمّد عبد الله بن عبد المؤمن الواسطي دمشق في حدود سنة ثلاثين وسبعمائة وأَقرأَ بها للعشرة بمضمَّن كتابيْهِ الكنْز والكفاية وغير ذلك، بلغنا أنّ بعض مُقرئي دمشق- ممّن كان لا يعرفُ سوى الشّاطبية والتيسير- حَسَده، وقَصَد مَنْعَه من بعض القضاة)) (١).
وفي منتصف القرن الثامن الهجري، وُلد الإمام المُحقّق محمّد بن محمّد بن الجزري الدمشقي- ت٧٥٠ه- فألَّف في القراءات القرآنيّة والتّجويد مؤلَّفاتٍ عظيمةً، كان لها الأثر الكبير فيمن بعده، حتى بلغتْ تلك المصنّفات- سواء كانت كُتُباً أم رسائل أم منظومات وأراجيز- أكثر من مائة مؤلَّف.
ومن أهمها:
((النشر في القراءات العشر)) وهو من أعظم كتبه وأحسنها وأَفودِها، جمع فيه القراءات العشر منْ طرق، وروايات متعدِّدة حتّى وصلت زهاءَ ألفَ طريق، واعتمد على أكثر من تسعين كتاباً من كتب القراءات، واختصره في مؤلّف سماه: (تقريب النّشر) (٢).
وله أيضاً: ((تحبير التّيسير في القراءات السّبع)) حرّر فيه طرق التّيسير لأبي عمرو، وهذَّبه وحبَّره.
وألّف ((طيبة النّشر)) وهي: منظومة من بحر الرّجز، من ألف بيت، جمع فيها القراءات العشر من أكثر من تسعمائة طريق(٣).
وألّف أيضا: ((الدرة المضيئة في القراءات الثلاثة المتممة)) وهي: منظومة لاميّة من مائتين وإحدى وأربعين بيتاً(٤).
وألّف في التّجويد: ((المقدّمة فيما يجب على القارئ أن يعلمه)) وهي: منظومة من بحر الرّجز، من مائة وسبعة أبيات، دَوّن فيها جُلَّ أبواب التجويد(٥).
وألّفَ: ((التمهيد في علم التجويد)) وهو: مؤلَّف دَوَّنه أيّام الصّبا، استدرك ما فاته فيه في النّشر، وغيرها كثير.
(٢) معجم علوم القرآن، إبراهيم الجرمي، ص ٢٩٢-٢٩٣.
(٣) المصدر السابق، ص ١٨٦-١٨٧.
(٤) المصدر السابق، ص ١٤٩.
(٥) المصدر السابق، ص ١١١.