تتلمذ عدد من القراء المصريّين على نفرٍ من أصحاب رسول الله ﷺ كعبد الله بن عمر وعقبة بن عامر، وعلى عددٍ من التابعين من أشهرهم مجاهد(١) وعكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما، ومن ثَمَّ توجَّهَ عدد من القراء المصريين إلى المدينة النبوية لتعلم القراءة على نافع المدني- ت١٦٩ه- ومنهم أبو سعيد سَقْلاب بن شُنَيْنة المصري(٢) - ت ١٩١ه- وعثمان بن سعيد المعروف بـ( ورش)(٣)- ت ١٧٩ه- وأبو دحية المصري(٤)- ت ١٩٠ه تقريباً.
فغلبت قراءة ورش بلاد مصر بعد أن عاد إليها ورش وانتشرت قراءته بفضل الله ثم بفضل تلامذته، وقد استمرت رواية ورش في الديار المصرية إلى القرن الخامس الهجري.

(١) مجاهد بن جبر المخزومي المكي، مقرئ مفسر زاهد، من كبار تلاميذ ابن عباس، وأخذ عنه القراءة ابن كثير وأبو عمر وجماعة، توفي سنة ١٠٤ه. ينظر: معرفة القراء الكبار ١/٦٦-٦٧، غاية النهاية ٢/٤١.
(٢) أبو سعيد سَقْلاب بن شُنَيْنة، المصري، قرأ القرآن على نافع المدني، وقرأ عليه يعقوب الأزرق وآخرون، توفي سنة ١٩١ه. ينظر: معرفة القراء الكبار ١/١٦٠، غاية النهاية ٢/٣٠٨-٣٠٩.
(٣) ورش: هو عثمان بن سعيد المصري، لقَّبهُ شيخُه نافع بـ(ورش)، لشدة بياضه، تشبيها بالطائر المعروف بورشان، وقيل غير ذلك، أستاذ ماهر، أجل شيوخه نافع المدني، وتصدر للإقراء زمانا فأخذ عنه جماعة كثيرة، منهم: يونس بن عبد الأعلى، ويوسف بن عمر الأزرق، توفي سنة ١٩٧ه. ينظر: معرفة القراء الكبار ١/١٥٢-١٥٥، غاية النهاية ١/٥٠٢-٥٠٣.
(٤) أبو دحية: هو مُعلَّى بن دحية المصري، عرض القرآن على نافع المدني، وروى عنه القراءة يونس بن عبد الأعلى وآخرون، وسمع منه الحروف هشام بن عمار، توفي آخر القرن الثالث الهجري. ينظر: معرفة القراء الكبار ١/١٦٠، غاية النهاية ٢/٣٠٤.


الصفحة التالية
Icon