يقول أبو الفضل الخزاعي- ت ٤٠٨ه-: أدركتُ أهل مصر والمغرب على رواية أبي يعقوب عن ورش، لا يعرفون غيرها)) (١).
ومن ثَمَّ اشتهرت قراءة أبي عمرو البصري واستمر العملُ بها قراءةً وكتابةً في مصاحفهم إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري(٢).
وبعد ذلك حلَّت روايةُ حفصٍ عن عاصم في تلك البلاد إلى عصرنا الحاضر كما هو الحال في أكثر بلاد المسلمين(٣).
المطلب الثاني: كيفية عناية أهل مصر بالقرآن الكريم
تتمثَّل العناية بالقرآن الكريم في بلاد مصر بأمور كثيرة ومن أهمِّها:
١- إنشاء أول معهد للقراءات في البلاد الإسلامية وذلك في سنة- ١٣٦٥ه- وقد تخرَّج منه عدد كبير من كبار القراء ومتصدري الإقراء في البلاد الإسلامية.
٢- نشر القراءات القرآنية والحفاظ على أسانيدها.
٣-كتابة المصاحف وتسجيلها: وذلك بتسجيل القرآن الكريم من أوله إلى آخره وبروايات مختلفة بصوت الشيخ محمود خليل الحُصَري، ومحمد صديق المنشاوي، وعبد الباسط عبد الصمد، ومحمد رفعت وعبد الفتاح الشعشاعي وغيرهم(٤).
٤- إنشاء نقابةٍ للقراء وكان ذلك سنة ١٤٠٤ه، وذلك باقتراح من الشيخ المقرئ عبد الباسط عبد الصمد(٥) يرحمه الله تعالى.
٥- إنشاء مشيخة لعموم المقارئ.

(١) غاية النهاية ٢٤٠٢، وينظر: الإضاءة في أصول القراءة للشيخ علي الضباع ص ٧٢.
(٢) ينظر: الإضاءة في أصول القراءة للشيخ الضباع ص ٧٢، والإمام المتولي وجهوده في علم القراءات ص ٥٠.
(٣) ينظر: الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات- د. إبراهيم الدوسري ص ٥٠.
(٤) ينظر: الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات ص ٥٣.
(٥) ينظر: مجلة رسالة الإسلام- مجلة جامعة تصدر عن المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين العالمية، العدد الأول ص ٢٦-٢٨.


الصفحة التالية
Icon