- ت١٢٨ه-، وحمزة الزِّيات(١)- ت١٥٦ه-، وعليُّ بن حمزة الكسائي(٢)- ت١٨٩ه-، وقد جمع هؤلاء السبعة الإمام أبو بكر بن مجاهد(٣)- ت٣٢٤ه- في كتابه (السبعة) فكان أول من سبَّع السبعة في مُؤلَّفٍ واحدٍ(٤).
(((
المبحث الثاني:
عناية بلاد الحرمين الشريفين بالقرآن الكريم
بلادُ الحرمين الشريفين هي بلدُ القرآن منها انطلق وإليها يعود.
فالقرآنُ الكريم والقراءات القرآنية والقراء السبعة والعشرة إنما أخذوا القرآن الكريم من صحابة رسول الله - ﷺ - بالسَّند الصحيح المتصل مباشرة أو بواسطة.
وصحابةُ رسول الله - ﷺ - إنما كانوا في مكة المكرمة والمدينة النبوية أخذوا القرآن الكريم من خير مُعَلِّمٍ - ﷺ -، وأخذ التابعون عن الصحابة وأخذ بعض القرَّاء السبعة والعشرة من بعض الصحابة وكبار التابعين، وهكذا حتى وصل القرآنُ إلينا بسندٍ صحيحٍ متصل.
وإنّ الحديث عن عناية بلاد الحرمين الشريفين قد يطولُ كثيراً ولعلِّي أذكر أبرز النقاط في هذا المجال:
(٢) علي بن حمزة الكسائي الكوفي: رأس في العربية، أخذ القراءة عن جماعة أجلهم حمزة الزيات، واشتهر عنه راويان: أبو الحارث والدوري، توفي سنة ١٨٩ه. ينظر: معرفة القراء الكبار ١/١٢٠-١٢٨، غاية النهاية ١/٥٣٥-٥٤٠.
(٣) ابن مجاهد: هو أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي الحافظ أبو بكر البغدادي، شيخ الصنعة وأول من سبع السبعة، ولد سنة ٢٤٥ه، قرأ على قنبل، وابن عبدوس وغيرهما، توفي سنة ٣٢٤ه. ينظر: معرفة القراء الكبار ٢/٥٣٣، غاية النهاية ١/١٣٩-١٤٢.
(٤) خرج كتاب السبعة بتحقيق د. شوقي ضيف، إلا أنه يحتاج إلى تحقيق ودراسة علمية.