وقد حرصت في تحقيق هذا الكتاب أن أخرجه للناس على الوجه الذي أراده مصنفه، وأن أُبيّن فيه أوجه القراءات السبعة، إمَّا لتعضيد رأي، أو توهين قول، أو توضيح مبهم، أو تفصيل مجمل.
وقد كان معتمدي في بيان وجوه القراءات في القسم الأول على كتابي ابن مجاهد (١) ( السبعة في القراءات )، وعلى كتاب أبي عمرو الداني (٢)

(١) هو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي، ولد ببغداد سنة ٢٤٥هـ، وأقبل على حفظ القرآن، وطلب العلوم اللغوية والشرعبة، وأقبل على أساتذة النحو الكوفيين يأخذ عنهم، وأكبّ إكبابا منقطع النظير على القراءات القرآنية، وعلى تفسير القرآن، ومعانيه وإعرابه، وروايات حروفه وطرقها، فما لبث أن أصبح إمام القراء، وبعد أن وضع للأمةكتابه السبعة في القراءات، ألّف فيما وراءها من قراءات صحيحة، كما ألّف كتابه في القراءات الشاذة، وسماه كتاب القراءات الكبير، وأفرد لكل إمام منالأئمة السبعة كتابا مستقلا، هذا فضلا عن كتاب عنقراءة علي بن أبي طالب، وكتاب في الياءات، وآخر في الهاءات، وتوفي سنة ٣٢٤. انظر في ترجمته : تاريخ بغداد ٥/ ١٤٤ ـ ١٤٨، معجم الأدباء ٥/ ٦٥ ـ ٧٢، طبقات الشافعية الكبرى ٣/١٠٢ ـ ١٠٣، غاية النهاية في طبقات القراء ١/١٣٩ ـ ١٤٢، الفهرست، ص ٥٣.
(٢) أبو عمرو الدّاني، عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر، الأموي مولاهم، القرطبي، صاحب التصانيف التي منها المقنع والتيسير، وعرف بالدّاني لسكناه دانية، قرأ بالروايات وذكر بعض الشيوخ أنّه لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه. قال ابن بشكوال: كان أبو عمرو أحد الأئمّة في علم القرآن ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه، وجمع في ذلك كلّه تواليف حساناً، وله معرفة بالحديث وطرقه وإعرابه وأسماء رجاله، وكان حسن الخط والضبط، ، مالكي المذهب.. وقال بعض أهل مكة: إن أبا عمرو الدّاني مقرئ متقدّم، وإليه المنتهى في علم القراءات وإتقان القرآن، والقراء خاضعون لتصانيفه، واثقون بنقله في القراءات والرسم والتجويد والوقف والابتداء وغير ذلك، وله مائة وعشرون مصنّفاً، وكانت وفاته رحمه الله تعالى بدانية في نصف شوّال سنة أربع وأربعين وأربعمائة. انظر : نفح الطيب ٢/١٣٥ ـ ١٣٦
الصلة، ص ٤٠٥ ـ ٤٠٦، جذوة المقتبس، ص ٣٠٥، غاية النهاية في طبقات القراء ١/ ٥٠٣ ـ ٥٠٥


الصفحة التالية
Icon