لقد كان المؤلفون في هذا العلم، يستفيد اللاحق فيهم من السابق، ويتلافى تقصيره، ويختصر أشياء أسهب فيها غيره، كما يسهب في أمورٍ أجملها، ويضيف أشياء جديدة، مما يجعل المؤَلَّفَ الجديد أكثر دقة وجودة وفائدة من سابقه، وهذا يدل على التطور الملحوظ في هذا المجال.
إن كتب الغريب ألّفت نثراً، إلا أن بعض العلماء نظمها شعراً كما فعل زين الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الرحمن الكردي المعروف بالحافظ العراقي ت ٨٠٦ هـ وسمّى كتابه "ألفية غريب القرآن.
الفصل الثاني
حياة المؤلف :
المؤلف (١)
كنيته ولقبه واسمه ونِسبته :
... هو زين الدين أبو العدل قاسم بن قُطْلُوبُغا بن عبد الله المصري السودوني الجمالي المعروف بقاسم الحنفي.
... وقطلوبغا (٢) لفظة تركية تعني الفحل الميمون، أمَّا السودوني الجمالي (٣) فهي نسبة لمعتق أبيه جمال الدين سودون الشيخوني نائب السلطة، فقد كان قطلوبغا والد الشيخ قاسم من الفتيان الذين استقدمهم سودون من القوقاز ؛ للتجنيد في مصر، على العادة في ذلك الزمن.
... أما المصري فهي نسبة إلى القطر الذي وُلِد فيه، وتنسم أول أنسام الحياة، وفيه نشأ وترعرع.
... وأمَا الحنفي فهي نسبة إلى المذهب الفقهي الذي ارتضاه، وكان يتعبّد وفق أصوله، والذي يُنسب لأبي حنيفة النعمان، فقد كان مبرزا فيه، وله فيه قدم ثابتة.
مولده زمانا ومكانا ونشأته وعيشه وتنقلاته :

(١) انظر ترجمته في : الضوء اللامع ٦/ ١٨٤ ـ ١٦٦، شذرات الذهب في أخبار من ذهب ٧/ ٣٢٦، بدائع الزهور في وقائع الدهور ٣/ ٦٧، عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران ٢/ ٤٧٠، هديةالعارفين، ١/٨٣٠ الفوائد البهية في تراجم الحنفية، ص ٩٩، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ٢/ ٤٥، الأعلام ٥/١٨٠، الدليل الشافي على المنهل الصافي ٢/ ٥٢٧ ـ ٥٢٨
(٢) انظر مقدمة منية الألمعي، ص ٦
(٣) انظر الضوء اللامع ٦/١٨٤، ومقدمة منية الألمعي، ص ٦


الصفحة التالية
Icon