وفيها ) الإلتفات على رأى السكاكى فإنه لا يشترط فيه تقدّم خلاف بل الإلتفات عنده أن يقع الغيبة مثلاً فيما حقه التكلم إذ لم يتقدمهما تكلم نحو قوله -أمير المؤمنين يأمرك بكذا مكان أنا آمرك-وهنا كان الموضع للتكلم بأن يقول نحن أو أنا ولىّ الذين آمنوا فلما عدل إلى لفظ الجلالة كان إلتفاتاً على رأيه
( وفيها ) التقسيم فى موضعين فإن الناس إما مؤمن وإما كافر ولا ثالث لهما فهو كقوله فمنهم شقىّ وسعيد والطرق إما منيرة أو مظلمة ولا ثالث لهما
( وفيها ) الإفتنان وهو الجمع بين فنين وهنا جمع بين مدح المؤمنين وذم الكافرين
( وفيها ) النزاهة وهى هجو خال عن الفحش وما فى الآية من ذم الكفار كذلك قالوا وكل هجاء وقع فى القرآن للكفار فإنه كذلك
( وفيها ) المذهب الكلامى وتقريره من آمن، فالله وليه ومن كان الله وليه فهو مهتد وهو المراد بقوله يخرجهم إلخ
( وفيها ) إرسال المثل فإن كلاً من الجملتين الأوليين يصلح أن يكون مثلاً
( وفيها ) الاحتراس وهو تقييد الكلام بنكتة تدفع وهماً ما وذلك فى قوله يخرجونهم من النور إلى الظلمات لأنه لما قيل أولياؤهم الطاغوت توهم متوهم بأحبابه فنفى ذلك بهذه الجملة.
( وفيها ) الجناس الإشتقاقى (٢١) بين النور والنار
( وفيها ) الجناس المطرّف بين ؤهم وهم
( وفيها ) جناس محرف ناقص بين إلى أولئك لأن الواو المكتوبة فى أولئك لا تظهر فى اللفظ
( وفيها ) جناس خطى ناقص بين أولياء وأولئك يكتب بواو بعد الألف
( وفيها ) جناس مشوش بين ولى والى
( وفيها ) الوصل فى جملة والذين كفروا لمناسبته بالذين آمنوا مناسبة التضاد
( وفيها ) الفصل فى يخرجهم ويخرجونهم لأنهما استئنافيتان بيانيتان وفى أولئك أصحاب النار وفى هم فيها خالدون لأنها تأكيد للجملة قبلها
١٤) المشاكلة ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه بصحبته فقوله أولياؤهم الطاغوت معناه أعداؤهم الطاغوت فذكر أعداؤهم بلفظ أولياؤهم لوقوعه صحبة ولى المذكور قبله فالمشاكلة مجاز مرسل علاقته المجاورة فى الذكر أى الوقوع فى الصحبة ثم بالإعتبار يكون فى اللفظ مشاكلة واستعارة أو مجاز مرسل ففى المثال المتقدم استعارة باعتبار تشبيه الأعداء بالأولياء تهكماً واستعارة لفظ الثانى للأول ومشاكلة باعتبار أن الأعداء مذكور بلفظ غيره لوقوعه صحبته ومثال المشاكلة والمجاز المرسل قوله تعالى ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) فإن معنى الأولى المعصية ومعنى الثانية جزاء المعصية وهو ليس بسيئة فاستعملت السيئة مكان الجزاء لكونهاسببه ففيها مجاز مرسل علاقته السببية ومن حيث أن الجزاء مذكور بلفظ غيره لوقوعه صحبته كان ثمة مشاكلة ولا يلزم تأخير اللفظ الحاصل به المشاكلة عن مشاكله بل قد يتقدم عليه كما فى قوله تعالى ( فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) وقد يكون اللفظ الحاصل معه المشاكلة غير مذكور فى الكلام وحينئذٍ تسمى المشاكلة تقديرية نحو قوله تعالى ﴿ قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا إلى قوله صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون ﴾ فإن صبغة الله منصوب بفعل محذوف وجو بادل عليه قوله آمنا والتقدير صبغنا الله بالإيمان صبغة أى طهرنا به تطهيرا إذ الإيمان يطهر النفوس فذكر تطهير الله بلفظ صبغة الله مشاكلة لمعنى آخرر حاضر فى الذهن وذلك أن النصارى كانوا يغمسون أولادهم فى صبغ أصفر يسمى المعمودية ويعتقدون أنهم بهذا الإنغماس تطهر وأمن كل دين غير النصرانية فأمر الله المؤمنين أن يقولوا للنصارى صبغنا الله بالإيمان ولم نصبغ صبغتكم فلفظ ولم نصبغ صبغتكم هو المقدر ومعه حصلت المشاكلة ويجوز أن يكون فى صبغة الله استعارة بأن يعتبر تشبيه التطهير بالإيمان من الكفر بصبغ المغموس فى الصبغ الحسى ووجه الشبه كما قال ابن يعقوب ظهور أثر كل منهما على ظاهر