وفيها ) إيجاز القصر فى موضعين لأن قوله يخرجهم من الظلمات إلى النورقائم مقام ويزيح عنهم الريب والشكوك والوساوس والخواطر الرديئة والجزع والقلق والسخط وحب الدنيا وغير ذلك من وجوه الضلالات والبدع وما أكثرها ويلقى فى قلوبهم اليقين والرضا والصبر والتوكل والتفويض والتسليم والورع إلى غير ذلك من وجوه الاهتداء على كثرتها وكذا فى الجملة الثانية
( وفيها ) المساواة فى قوله تعالى أولئك أصحاب النار فإن لفظه طبق معناه
( وفيها ) البسط (٢٢) وهو نكتة اللفظ للمعنى بلا حشو فهو كالإطناب فى موضعين
( وفيها ) الانسجام وهو أن يكون الكلام كالماء المنسجم فى انحداره ويكاد لسهولة تركيبه وعذوبة ألفاظه يسيل رقة فالآية كذلك والقرآن كله
( وفيها ) ائتلاف اللفظ والمعنى وهو أن يؤتى بألفاظ مقبولة إن فخما ففخمة وإن رقيقاً فرقيقة وألفاظ الآية كذلك فإن الجلالة منها مفخمة لعظم الذات المقدسة ولفظ الطاغوت فخم لغلظ مسماه وكذا لفظ الظلمات وخالدون ولفظ الذين وولى وآمنوا رقيق ولفظ النور أرق من لفظ الظلمات مع ما فى المفرد من الخفة التى ليست فى الجمع
( وفيها ) الطرد والعكس وهو أن يؤتى بكلامين يقرر الأول بمنطوقه مفهوم الثانى وبالعكس ولا شك أن منطوق الجملة الأولى مقرّر لمفهوم الثانية وبالعكس
( وفيها ) التمكين وهو أن تكون الفاصلة متمكنة مستقرة فى محلها غير قلقة ولا مستدعاة ولا مستجلبة وفاصلة خالدون هنا كذلك
( وفيها ) التسنيم وهو أن يكون ما قبل الفاصلة يدل عليها ولا شك أن لفظ الكفر يدل على أن الفاصلة للخلود فى النار
( وفيها ) التشريع وهو أن يكون فى أثناء الآية ما يصلح أن يكون فاصلة وذلك هنا فى قوله فى الجملة الأولى إلى النور وفى الثانية إلى الظلمات
صاحبه فيظهر أثر التطهير على المؤمن حساً ومعنى بالعمل الصالح والأخلاق الطيبة كما يظهر أثر الصبغ على صاحبه.
(١٥) يقال فى إجرائها نزل التضاد منزلة التناسب تهكماً واستهزاءاً فشبهت الأعداء بالأولياء لذلك واستعير لفظ الثانى للأول على سبيل الاستعارة التصريحية الأصلية.
(١٦)قد عرفت أن المشاكلة حاصلة مع لفظ ولى لا مع الذين آمنوا فلعله ساقط سهواً


الصفحة التالية
Icon