وقال الإمام المبارك مجد الدين ابن الأثير(١): " معرفة اللغة والإعراب هما أصل لمعرفة الحديث وغيره، لورود الشريعة المطهرة بلسان العرب ".
أهمية إعراب القرآن الكريم:
لا يخفى على كل طالب علم ما لإعراب القرآن الكريم من فوائد تتجلى في ضبط الكلمات وفي معرفة معاني الآيات، لأن الإعراب يُميز المعاني(٢)، قال الإمام مكي بن أبي طالب (ت٤٣٧)(٣) "أَعظمُ ما يجب على الطالب لعلوم القرآن، الراغب في تجويد ألفاظه، وفهم معانيه، ومعرفة قراءاته ولُغاته، وأفضل ما القارئ إليه مُحتاج: معرفة إعرابه، والوقوف على تصرف حركاته، وسواكنه؛ ليكون بذلك سالماً من اللحن فيه، مستعيناً على أحكام اللفظ به، مُطلعاً على المعاني التي قد تختلف باختلاف الحركات، متفهماً لما أراد الله به من عباده، إذ بمعرفة حقائق الإعراب تعرف أكثر المعاني، وينجلي الإشكال، فتظهر الفوائد ويُفهم الخطاب، وتصح معرفة حقيقة المراد. ا هـ".
وقال الإمام أبو بكر الأنباري(٤) (ت٣٢٨هـ) وجاء عن الرسول- ﷺ - وعن أصحابه وتابعيهم من تفضيل إعراب القرآن والحض على تعليمه، وذم اللحن، وكراهيته، ما وجب به على قُراء القرآن أن يأخذوا أنفسهم بالاجتهاد في تعلمه" ا هـ. قلت: فلأهمية هذا الموضوع، ولوقوفي على أحاديث وآثار في الأمر بإعراب القرآن الكريم. رغبت في جمعها، وتخريجها، ودراسة أسانيدها، والحكم عليها في بحث عنوانه: (فضل إعراب القرآن الكريم في السنة النبوية، دراسة موضوعية ).
أسباب اختيار الموضوع :
(٢)... للاستزادة يراجع: "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي، النوع الحادي والأربعين في معرفة إعرابه، (١/١٧٩).
(٣)... مشكل إعراب القرآن ١/٦٣.
(٤)... إيضاح الوقف والابتداء ١/١٤ ونقله عن القرطبي في مقدمة تفسيره: "الجامع لأحكام القرآن" باب ما جاء في إعراب القرآن وتعليمه، والحث عليه، وثواب من قرأ القرآن معرباً"، (١/١٩).