وقد حكم على هذ الحديث الجوزقاني فقال : هذا حديث باطل "الأباطيل والمناكير " (ص: ٣٥١)، وابن الجوزي فقال : هذا حديث لا يصح. العلل المتناهية ١/١١١، وقال الهيثمي : فيه راوٍ لم يُسم " مجمع الزوائد " (٧/١٦٩)، والذهبي قال : الخبر منكر "الميزان" (١/٥٥٣)، ونقله ابن حجر في " لسان الميزان " (٣/٢١٩)، وقال الألباني : ضعيف "ضعيف الجامع الصغير " (١/١١٥، رقم (١٠٦٧).
غريب الحديث :
لحُون، جمع لحن، من ألفاظ الأضداد(١).
فيطلق اللحن ويُراد به(٢) الزيغ عن الإعراب، والخطأ في القراءة، يُقال : فلان لَحّان ولحّانه، أي : يُخطئ. وليس هذا هو المعنى المراد في الحديث. إذ المراد به كما ذكر ابن الأثير(٣) والقرطبي(٤) أنه التطريب، وترجيع الصوت، وتحسين قراءة القرآن، أو الشعر، أو الغناء.
لحُون أهل الفسق، قال المناوي(٥) : من المسلمين من يُخرجون القرآن عن موضوعه بالتمطيط، بحيث يزاد حرف، أو يُنقص حرف، فإنه حرام إجماعاً.
قلت: ولعل المراد بلحون أهل الفسق ما يفعله المغنون فحذر من التشبه بهم.
لُحون أهل الكتابين : قال القاري(٦) : أي لحون أرباب الكفر من اليهود والنصارى. فإن من تشبه بقوم فهو منهم.
يُرجِّعون: قال الطيبي(٧): الترجيع في القراءة ترديد الحروف كقراءة النصارى.
النَّوح : بفتح النون من النياحة، والمراد ترديداً مخرجاً لها عن موضوعها، إذ لم يتأت تلحينهم على أصول النغمات إلا بذلك. قاله القاري(٨).
فقه الحديث :
دل هذا الحديث على استحباب تلاوة القرآن بصوت حسن.

(١)... الأضداد، ص : ٢٣٩.
(٢)... القاموس المحيط – لحن – ١٥٨٧.
(٣)... جامع الأصول ٢/٤٥٩.
(٤)... الجامع لأحكام القرآن ١/١٥.
(٥)... فيض القدير ٢/٦٥.
(٦)... مرقاة المفاتيح ٥/١٣.
(٧)... الكاشف عن حقائق السنن – شرح المشكاة – ٤/٢٨٥.
(٨)... مرقاة المفاتيح ٥/١٣.


الصفحة التالية
Icon