وقال أبو عبيد الهروي(١) :" جوامع الكَلِم : يعني القرآن، جمع الله بلفظه في الألفاظ اليسيرة منه معاني كثيرة ".
وقال ابن الأثير(٢) :" جوامع، واحدها جامعة، أي : كلمة جامعة، وكان - ﷺ - يتكلم بجوامع الكَلِم، أي : أنه كثير المعاني، قليل الألفاظ ".
وقال الحافظ ابن حجر (٣): " وحاصلة أنه - ﷺ - كان يتكلم بالقول الموجز القليل اللفظ، الكثير المعاني ".
فقه الحديث :
دل هذا الحديث على ما خص الله به نبينا محمداً - ﷺ - من جوامع الكَلِم وقدرته على التعبير عن المعاني الكثيرة بألفاظ وجيزة.
قال القاضي عياض(٤) :"... أوتي جوامع الكَلِم، وخُص ببدائع الحكم، وعَلِم ألسنة العرب، يُخاطب كل أمة بلسانها، ويحاورها بلغتها، ويباريها في بلاغتها...".
وقال الأديب الجاحظ(٥) واصفاً كلام النبي - ﷺ - :" هو الكلام الذي قل عدد حروفه، وكثر عدد معانيه، وجَلّ عن الصنعة، ونُزِّة عن التكلف... ".
وهو الكلام الذي ألقى الله عليه المحبة، وغشاة بالقبول، وجمع له بين المهابة والحلاوة، وبين حُسن الإفهام، وقلة عدد الكلام.. ".
٣٣ – عن عائشة رضي الله عنها قال :" ما كان رسول الله - ﷺ - يَسْرُد كَسَرْدكِمُ هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام بَيِّنٍ فَصْلٍ، يَحفظُهُ من جلس إليه ".
تخريج الحديث :
متفق عليه، أخرجه البخاري في المناقب، باب صفة النبي - ﷺ - (٦/٥٦٧)، رقم (٣٥٦٨) مقتصراً على أوله.

(١)... الغريبين – جمع – ١/٣٧٧.
(٢)... النهاية – جمع – ٢/٢٨٨.
(٣)... فتح الباري ١٣/٢٤٧.
(٤)... الشفا، ص : ٦٣.
(٥)... البيان والتبيين ٢/١٧ و ١٨.


الصفحة التالية
Icon