فالجواب: أن العلماء كانوا يتساهلون في الاستدلال، والعمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال، قال الإمام النووي(١): قال العلماء من المحدثين والفقهاء: يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعاً". وقال ابن رجب(٢): "قد رخص كثير من الأئمة في روايته الأحاديث في الرقاق، ونحوها عن الضعفاء، منهم ابن مهدي، وأحمد بن حنبل".
أسأل الله التوفيق لخدمة كتابه الكريم، وسنة سيد المرسلين، إنه سميع مجيب.
كتبه......
د / أحمد بن عبد الله الباتلي
٢٥/١٢/١٤٢٥هـ...
الرياض...
التمهيد:
تعريف "إعراب القرآن" لغة واصطلاحاً، وثمرته.
الإعراب لغة مشتق من عَرَبَ، قال ابن فارس(٣): "العين، والراء، والباء، أصول ثلاثة:
أحدها: الإبانة والإفصاح.
والآخر: النشاط، وطيب النفس.
والثالث: فساد في جسم أو عضو".
قلت: وما يتعلق بموضوع البحث هو المعنى الأول.
من قولهم: أعرب الرجلُ عن نفسه إذا بيَّنَ وأوضح.
قال الجوهري(٤): أعرب كلامه، إذا لم يلحن في الإعراب، وأعرب بُحجته أي أفصح بها.
فالخلاصة أن الإعراب لغة: الإظهار، والإبانة.
أما الإعراب اصطلاحاً عند النحاة فعرفوه "بأنه تغيير أواخر الكَلِمِ لاختلاف العوامل الداخلة عليه، لفظاً أو تقديراً"(٥).
القرآن لغة: مصدر قرأ، يقرأ، بمعنى جمع، وتلا ما حفظه، أو كتبه من الآيات(٦).
(٢)... شرح علل الترمذي ١/١٠١.
(٣)... معجم مقاييس اللغة – عرب – (٤/٢٩٩).
(٤)... الصحاح – عرب – (١/١٧٩).
(٥)... يراجع: شذور الذهب لابن هشام (ص٣٣) والتحفة السنية بشرح المقدمة الأجرومية (ص١٦).
(٦)... القاموس المحيط – قرأ – (ص٦٢) بتصرف.