وأصل السحِّر : الصرف، والبيان يصرفْ القلوب، ويُميلها إلى ما يدعو إليه.
وهو نوعان(١) : ممدوح ومذموم – كما سيأتي في فقه الحديث.
فقه الحديث :
مدح البيان، والحث على تحبير الألفاظ، والتأنق في الكلام(٢).
يُذم من البيان ما قُصد به الباطل واللبس، فيوهم المنكر معروفاً، وهو مُشبّه بالسحر؛ لأن السحر صرف الشيء عن حقيقته(٣).
كما يذم منه ما يعمد إليه الرجل الذي عليه الحق، فيكون ألحن بحجته من صاحب الحق، فيسحر الناس ببيانه فيذهب بالحق(٤).
ويدل عليه حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - ﷺ - " إنكم تختصمون إليّ، ولعل بعضكم ألحْنُ بحجته من بعض، فمن قضيتُ له بحق أخيه شيئاً بقوله، فإنما أقطعُ له قطعةً من النار، فلا يأخُذها "(٥).
٤٢ - عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه -، قال : قال رسول الله - ﷺ - :" جمالُ الرجلِ فصاحةُ لسانه ".
تخريج الحديث :
أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " (١/١٦٤) رقم (٢٣٣).
أخبرنا محمد بن منصور بن جِيْكان، أبو عبدالله التُسْتَري : أبنا بحر بن إبراهيم القرقوبي، ثنا أحمد بن عبدالرحمن بن الجارود الرقي، ثنا هلال بن العلاء الرَّقي، ثنا محمد بن مصعب، ثنا الأوزاعي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - وذكره بلفظه.
إلا أنه في المطبوع كتب (شيكان) بالشين، وصوابها (جِيْكان) بالجيم كما سيأتي في ترجمته.
(٢)... معالم السنن ٥/٢٧٧.
(٣)... عمدة القاري ١٦/٣٢٩.
(٤)... فتح المُبدي شرح مختصر الزبيدي لصحيح البخاري، للشرقاوي ٣/٢٩٥.
(٥)... متفق عليه، رواه البخاري – واللفظ له – في كتاب الشهادات، باب من أقام البينة بعد اليمين، (٥/٢٨٨) رقم (٢٦٨٠).
... ومسلم في كتاب الأقضية، باب الحكم بالظاهر، واللحن بالحجة، ٣/١٣٣٧ رقم (١٧١٣).