الحديث سكت عنه الحاكم، وأعله الذهبي بقوله :" مرسل "، لأنه يرفعه هنا علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، وتقدم أنه : ثقة ثبت عابد فقيه مشهور، إلا أنه لم يسمع من جده علي بن أبي طالب، فضلاً عن أن يكون سمع من النبي - ﷺ - فالحديث هنا مرسل لأجله.
قال الشيخ أحمد الغماري: يشبه أن يكون الحديث من كلام محمد بن علي مرسلاً، فرفعه الكذابون :" المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير ص ٥٣".
قلت : ووجود علي في الإسناد فيه شك، لأن الإمام أحمد روى الحديث في الموضع السابق فقال : ثنا موسى بن داود، فذكره دون ذكر علي بن الحسين، ووافقه على إسقاطه الحسين بن جابر عند ابن عساكر، فالراجح أن الحديث معضل.
ومع ذلك فالحكم بن المنذر لم أجد من ذكره، وكذا شيخه، واسمه عند الحاكم : محمد بن بشر الخثعمي، وعند الإمام أحمد والآخرين : عمر بن بشر الخثعمي.
فالحديث ضعيف.
غريب الحديث :
جمال الرجل : أي ما يَزَيِنُه عند الناس.
فصاحة لسانه: الفصاحة(١): تُطلق في اللغة(٢) على معانٍ كثيرة : منها البيان والظهور(٣) كما تقدم في التمهيد من هذا البحث.
ومنه قوله تعالى :﴿ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً ﴾ (٤).
أي : أبينُ مِنِّي منطقاً، وأظهر مني قولاً(٥).
مُختلف الحديث :
(٢)... معجم مقاييس اللغة – فصح – ٤/٥٠٦، والصحاح – فصح ١/٣٩١.
(٣)... القاموس فصح (٢٩٩).
(٤)... سورة القصص الآية : ٣٤.
(٥)... زاد المسير ٦/٢٢١.