﴿مثل الذين كفروا بربّهم أعمالهم كرمادٍ اشتدّت به الريح في يومٍ عاصفٍ لا يقدرون ممّا كسبوا على شيءٍ ذلك هو الضلال البعيد ألم تر أنّ الله خلق السّماوات والارض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز﴾
١٨ - ﴿مَّثَلُ﴾ أعمال ﴿الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ في حبوطها وبطلانها وأنه لا يحصل منها على شيء بالرماد المذكور. ﴿عَاصِفٍ﴾ شديدة وصف اليوم بالعصوف لوقوعه فيه كما يقال يوم حار ويوم بارد / [٩٢ / أ] أو أراد عاصف الريح فحذف لتقدم ذكر الريح، أو العصوف من صفة الريح المذكورة فلما جاء بعد اليوم أتبع إعرابه. ﴿وَبَرَزُواْ لله جميعاً فقال الضعفاؤا للذين استكبروا إنّا كنّا لكم تبعاً فهل انتم مغنون عنّا من عذاب الله من شىءٍ قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواءٌ علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص﴾
٢١ - ﴿وَبَرَزُواْ لِلَّهِ﴾ ظهروا بين يديه في القيامة، والضعفاء: الأتباع والذين استكبروا: قادتهم. ﴿تَبَعاً﴾ في الكفر ﴿مُّغْنُونَ﴾ دافعون، أغنى عنه: دفع عنه الأذى وأغناه: أوصل إليه النفع ﴿لَوْ هَدَانَا اللَّهُ﴾ إلى الإيمان لهديناكم إليه، أو إلى الجنة لهديناكم إليها، أو لو نجّانا من العذاب لنجيناكم منه. ﴿مَّحِيصٍ﴾ ملجأ ومنجى يقول بعضهم لبعض: إن قوماً جزعوا وبكوا ففازوا فيجزعون ويبكون، ثم يقولون: إن قوماً صبروا في الدنيا ففازوا فيصبرون فعند ذلك يقولون: ﴿سَوَآءٌ عَلَيْنَآ﴾ الآية. {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لمّا قضى الأمر إنّ الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطانٍ إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا


الصفحة التالية
Icon