يقول تعالى: ﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) ﴾ [الروم: ٢١] فالقرآن جعل الزواج أصل نشوء الأسرة ومن هنا أخذ الزواج نفس العناية التي أخذتها الأسرة قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (٧٢) ﴾ [النحل: ٧٢].
فالعلاقة الزوجية من أجمل أنواع السعادة وأهدئها لأن الزوجين يعيشان في الإسلام تحت ظل وكنف الزواج المستقر الهادئ، وعواطفها تنعكس تلقائيًا فتمتزج مع بعض لتكون عاطفة واحدة وشعورًا واحدًا وما أجمل المشاعر المزدوجة التي يقوي بعضها بعضها، والتعبير القرآني ﴿ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ﴾ تعبير عمَّق معنى الحب والوئام بين الزوجين.
ولقد كانت هذه الآية الكريمة بمثابة إعلان ضخم على واجهة عش الزواج لتؤكد لكل قارئ وسامع أهمية الرجل للمرأة والمرأة للرجل وأنها عندما يقترنان ببعض يمثلان القطرة من المطر التي تثري الأرض وتنبت بالرياحين(١) في الآية السابقة ﴿ لِتَسْكُنُوا ﴾ هذه الكلمة حاجة فطرة بعيدة الغور في النفس الإنسانية وإذا لم تلب هذه الحاجة الفطرية فإن البديل هو القلق النفسي والتعب القلبي، وقد عد علماء النفس العزوف عن الزواج أحد أسباب الأمراض النفسية السائدة في عالم الغرب(٢).
(٢) …نحو ثقافة إسلامية، عمر الأشقر، ص٢١٦.