إن المال هو قوام سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة إذا أحسن استخدامه، وسبب شقائه في الدارين إذا أساء التصرف فيه. وأن المالك الحقيقي للمال هو الله عز وجل والإنسان مستخلف فيه وفي قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [المنافقون: ٩]، وفي قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ ﴾ [التوبة: ٨٥] وغيرها من الآيات إضافة المال للإنسان إضافة توكيل ظاهرها التمليك وحقيقتها التفويض المقرون بالابتلاء والاختبار المستتبع للمحاسبة والجزاء.
وإن منهج القرآن الكريم في حديثه عن المال لا يخرج عن إطارين هما:
اكتسابه وإنفاقه. ففي الأول وضع منهجًا عادلاً ودقيقًا لا إفراط فيه ولا تفريط حيث دعا إلى اكتساب المال من وجوهه المشروعة، ومنها الحث على العمل وبين فضل العاملين ومنزلتهم عند الله سبحانه وتعالى وكشف عن ثمرة العمل الطيبة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (١٥) ﴾ [الملك: ١٥].
ومن وجوه اكتساب المال الزكاة والصدقة الوصية والميراث والغنيمة والفئ والجزية.
وكشفت آيات القرآن الكريم عن الوسائل غير المشروعة في اكتساب المال وحذرت من سلوكها والأخذ بها، حيث حرم الربا وأكل أموال الناس بالباطل، وحذرت من الميسر ونهت عن السرقة والرشوة وبخس الكيل والميزان وكل ما فيه إضرار وظلم للآخرين.
أما عن الأمر الثاني الذي يتعلق بالمال وهو إنفاقه، فقد عنى القرآن الكريم أتم عناية حيث كشف النقاب عما يناط بالمال من حقوق وواجبات، بعضها يتعلق بالزوجة والأخر فيما يخص الأقارب أصلاً وفرعًا.
٢ - حماية الإسلام للأموال وتحريم طرائق الكسب غير المشروع: