أما الربا ذلك الداء الذي ينخر بجسد الأمة ويتلف أموالها فإن التعامل به كان محرمًا في الشرائع السماوية قبل الإسلام فاليهودية تنص توراتهم حتى في نسخها الحالية على تحريمه وأنه مخالف للدين علمًا بأنهم أشد شعوب العالم طمعًا وخشعًا وحرصًا على ابتزاز الأموال وكذلك النصارى تحرم عليهم ديانتهم التعامل بالربا لأن أحكام التوراة نافذة عندهم لم يبطلها الإنجيل. وقد ذكر القرآن الكريم اشتمال شرائع الأنبياء قبلنا على تحريم الربا. فقال جل شأنه ﴿ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (١٦٠) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (١٦١) ﴾ [النساء: ١٦٠، ١٦١] وجاء الإسلام مؤكدًا تحريمه وجعله من أكبر الكبائر متوعدًا أهله بحرب من الله ورسوله وشدد في التحذير من هذه المعصية واستخدم أقسى أنواع الزجر وألوان التهديد قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي çmنـ٦y‚tFtƒ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ... لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (٢٧٩) ﴾ [البقرة: ٢٧٦ - ٢٧٩]. فالربا يشتمل على أضرار اقتصادية واجتماعية على الفرد والمجتمع.
والرشوة جريمة اجتماعية خطيرة حرمها الإسلام لانطوائها على مضار جمة ومفاسد لا تحصى. قال تعالى: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٨) ﴾ [البقرة: ١٨٨].