وقص علينا القرآن الكريم قصة أصحاب الأيكة الذين اشتهروا بهذا الفعل وتمادوا في ذلك فأرسل الله عليهم شعيبًا لهدايتهم ولكنهم أصروا ولم ينتهوا فأهلكهم الله بذنوبهم في الدنيا وأعد لهم في الآخرة عذابًا أليمًا.
٣ - تحقيق العدالة الاجتماعية وسد حاجات المعوزين:
أ - فرض الزكاة في الأموال بأنواعها وتحديد مصارفها:
الزكاة حق شرعه الله في أموال الأغنياء للمستحقين، ليس فيه منة ولا إحسان. يؤديها المسلم امتثالاً لأمر الله وابتغاء مرضاته طيبة بها نفسه خالصة بها نيته، وثمارها عديدة تعود على الفرد والمجتمع؛ فهي تطهر النفس من آفة الشح والبخل المهلك. ومن فتنة المال الذي يذهل صاحبه عن التأهب للآخرة. وبها يتدرب المسلم على البذل والعطاء ومقاومة إغراء المال والتحرر من ذل التعلق به ليخضع بالتالي لرب هذا الكون وخالقه.
وفي أداء الزكاة مواساة للفقراء والمحتاجين وسد حاجاتهم؛ فلقد جاء تشريع الزكاة يضمن لهم حد الكفاية لا حد الكفاف باعتبارهم أول المستحقين لها قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠) ﴾ [التوبة: ٦٠].