والنظام المالي الإسلامي يهتم بالفقر ويحول دون تفشي أسباب الفقر، بل ويعالجها، والزكاة إحدى هذه الوسائل، وطريقة توزيعها على مستحقيها تؤمن لهم الحياة الكريمة الشريفة. وتضع في أيديهم قوة شرائية ليقوموا بواجباتهم الدينية على أكمل وجه بالإضافة إلى الاستمتاع بحياتهم. وفي ذلك تنشيط مستمر وتوفير لفرص العمل لهم باعتبارهم أنها مورد مالي ضخم وبالتالي فهي تحقق لآخذها الاستقرار والهدوء النفسي الذي ينتزع منه قلق الاحتياج وذل السؤال مع احتفاظه بعزة نفسه أيضًا فالزكاة تحقق التكافل الاجتماعي بين المسلمين فتتقارب الفوارق ويسود المجتمع الأمن والطمأنينة والمحبة والإخاء.
ففريضة الزكاة إذًا رابطة بين الإنسان وربه من ناحية وبينه وبين مجتمعه من ناحية أخرى وتهدف إلى إسعاد الفرد نفسيًا واجتماعيًا، وإلى تنمية الأخوة بين أفراد المجتمع الإسلامي على أساس من التعاون والمساواة وحب الخير حيث يقدم صاحب المال عن طواعية جزءًا من ماله لأخيه المحتاج الذي يتلقى نصيبه من الزكاة بين القبول والتقدير(١).
ب - العدالة المطلقة في التوريث ووجوب تطبيقها: