جـ - المساواة في الميراث بين الأولاد الذكور فلم يفضل الكبير على الصغير لأن صلتهم بالمورث واحدة، وإن كان الصغير أكثر حاجة ليقيم حياته في المستقبل، فإن الكبير أيضًا قد يكون أكثر مسؤولية والصغير ما زال الطريق أمامه واسع ليعمل بجد ونشاط ويكون الميراث حافزًا له على ذلك.
د - شرع الله للذكر مثل حظ الأنثيين لحكمة بالغة؛ فالذكر مسؤوليته المادية أوسع وأعباؤه أثقل فهو القوام على الأسرة والمطالب بالإنفاق على أفرادها، في حين أن المرأة كرمها الإسلام وأوجب على أصولها وفروعها الانفاق عليه إن كانت غير متزوجة، أما إذا تزوجت فنفقتها هي وأولادها على زوجها سواء كانت موسرة أم معسرة، وأيضًا قرر الإسلام لها نصيبًا من الميراث تأخذه بعزة دون منه أحد فورثها ابنة وزوجة وأختًا وأما إذًا فليس هناك محاباة ولا ظلم كما يتشدق به أعداء الإسلام بل هو توازن وعدالة في المجتمع المسلم.
وبعد فإن هذه القواعد الشاملة تكفل توزيع الثروات بين الناس، وتؤدي إلى تقليل الفوارق المالية بينهم فلا تلبث الثروة الكبيرة أن تتحول بعد بضعة أجيال إلى ملكيات متعددة وأيضًا تلبي في نفس الإنسان المسلم دوافع الفطرة ورغبتها في أن تمتد آثار الخير إلى ذريته(١).
ج - صدقة التطوع ومنزلتها في الدين:

(١) …انظر: التركة والميراث، د. محمد يوسف موسى، ص٢٦ وما بعدها، تنظيم الإسلام للمجتمع، محمد أبو زهرة، ص١٣٤ - ١٣٥، العدالة الاجتماعية، سيد قطب، ص٤٨، رسائل الشيخ عبد الله آل محمود، ص٢٣١ - ٢٤٠.


الصفحة التالية
Icon