المقصود بها كل تبرع مالي قل أو كثر بما يزيد على الفريضة، ينفقه المسلم تطوعًا، طلبًا لمرضاة الله وهي بهذا المعنى مستحبة. وبالتأمل لما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من نصوص تبين لنا جليًا أن منزلة صدقة التطوع عالية في الدين وميدانها واسع جدًا حسب إمكانية المسلم المالية وحبه للخير. وقد رفع الإسلام من شأنها ورغب في أدائها. يقول تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٦٢) ﴾ [البقرة: ٢٦٢].
وقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي × قال: (ما من يوم يصبح فيه العباد إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الأخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا) (١). ولقد كانت صدقات التطوع وستبقى بإذن الله تؤدي دورها الكبير في مساعدة الفقراء المحتاجين في المجتمع الإسلامي.
إن أساس قبول الصدقة والإثابة عليها أن تكون من حلال، فعلى المؤمن أن يبتعد عن الموارد المحرمة كالسرقة والربا والغش والرشوة وبيع المحرمات، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا. قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (٢٦٧) ﴾ [البقرة: ٢٦٧].