وآخر هذه الآداب الإيثار تلك الصفة العظيمة التي اتصف بها الأنصار، وهم أهل لها وجديرون بها وبالتالي فهي خصلة إسلامية يندب لها ويكتب لها النجاح والتوفيق بإذن الله لمن اتصف بها. يقول تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩) ﴾ [الروم: ٣٠].
وفي ختام البحث تقدمت بمقترح يتلخص في رغبتي الجادة أن يقرر تدريس مادة التفسير بجميع مراحل المدارس النسائية لتحفيظ القرآن الكريم.
وآمل من الله أن يجد هذا المقترح القبول بإذن الله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المطلب الأول
تدبر القرآن فيه حل لجميع المشاكل الإجتماعية
أولاً: فقه التعامل الأسري:
إن المتدبر للقرآن الكريم يتأمل أن الإسلام قد اعتنى بالبيت المسلم وأحاطة بسياج منيع ووضع قواعد هامة للأسرة لكي تعبد الله على بصيرة وحتى تعيش بسلام وأمان وهناء فوضع حلولاً للخلافات الزوجية قبل وقوعها ومن ثم تشتت الأسرة بسبب الفراق بين الزوجين.
١ - معالجة الخلاف عندما ينشأ من الزوجة:
أن الخلاف بين البشر أمر لا تنفك عنه الحياة البشرية مهما تهذبت فيها الأخلاق وسمت فيها روح التعاون والتآخي، وهذا واضح في المجتمعات الكبيرة والصغيرة. وهذا أمر مسلم فيه، لكن المطلوب شرعًا وعقلاً معالجتها بالوسائل التي من الممكن أن تزيلها أو تخفيف منها بحيث لا تهدم كيان الأسرة والمجتمع وألا تطغى الخلافات بحيث لا يمكن حلها.