والإسلام اهتم بالأسرة قبل نشوء الخلافات فيها ووضع الحلول المناسبة حتى لا تتفاقم وبالتالي تشتت ويضيع الأبناء. وفي هذا يقول سبحانه وتعالى: ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (٣٤) ﴾ [النساء: ٣٤].
فالمنهج الإسلامي لا ينتظر حتى يقع النشوز بالفعل وتسقط مهابة القوامة وتنقسم الأسرة وتتفرق، وإنما يحرص على المبادرة في علاج مبادئ النشوز كإجراء وقائي بالمبادرة إلى إصلاح النفوس. والنشوز هو استعلاء المرأة وارتفاعها عن طاعة زوجها بأن تعصيه بالقول والفعل والخلاف عليه فيما لزم طاعته فيه بغضًا وإعراضًا، والخطاب في الآية للزوج فعليه وعظ زوجته وإرشادها بكل هدوء وروية، بأن يذكرها بالله وبما يجب عليها من الطاعة وحسن العشرة وترغيبها بما عند الله، وترهيبها بالعقاب الأخروي إن أصرت على النشوز(١).