روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قيل للنبي ×: من أكرم الناس؟ قال: أكرمهم أتقاهم. قالوا: يا نبي الله ليس عن هذا نسألك. قال: فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله. قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: أفعن معادن العرب تسألونني؟ قالوا: نعم. قال: فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا) (١).
وقد شرح ابن حجر هذا الحديث فقال: (فإن الأفضل من جمع بين الشرف في الجاهلية والشرف في الإسلام، وكان شرفهم بالجاهلية بالخصال المحمودة من جهة ملائمة الطبع ومنافرته خصوصًا بالأنتساب إلى الآباء المتصفين بذلك، ثم الشرف بالإسلام بالخصال المحمودة شرعًا، ثم أرفعهم مرتبة من أضاف إلى ذلك المتفقه في الدين، ومقابل ذلك من كان مشروفًا في الجاهلية واستمر مشروفًا في الإسلام فهذا أدنى المراتب، والقسم الثالث من شرف في الإسلام وفقه ولم يكن شريفًا في الجاهلية، ودونه من كان كذلك لم يتفقه، والقسم الرابع من كان شريفًا في الجاهلية ثم صار مشروفًا في الإسلام فهذا دون الذي قبله، فإن تفقه فهو أعلى مرتبة من الشريف الجاهل) (٢).
المطلب الرابع
دعوة الإسلام للآداب الاجتماعية
لقد دلت الآيات القرآنية على تكافل الأقارب وتعاونهم وتشاركه في تحمل أعباء الحياة وأداء ما يجب عليهم من حقوق بعضهم على بعض.
وسوف نعرض في هذا المطلب إلى بعض الآداب ومنها صلة الرحم، وبر الوالدين، والإيثار، والعفو.
أولاً: صلة الرحم:
(٢) …فتح الباري، جـ٦، ص٥٠٣.