ومن الآيات التي تدل على تعظيم قدر الأرحام قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: ١].
قال السعدي: (وفي الإخبار بأنه رقيب أي مطلع على العباد في حال حركاتهم وسكونهم، وسرهم وجميع أحوالهم، مراقبًا لهم فيها مما يوجب مراقبته، وشدة الحياء منه، بلزوم تقواه. وفي الإخبار بأنه خلقهم من نفس واحدة، وأنه بثهم في أقطار الأرض مع رجوعهم إلى أصل واحد ليعطف بعضهم على بعض، ويرقق بعضهم على بعض، وقرن الأمر بتقواه، بالأمر ببر الأرحام، والنهي عن قطيعتها، ليؤكد هذا الحق، وأنه كما يلزم القيام بحق الله، كذلك يجب القيام بحقوق الخلق خصوصًا الأقربين منهم، بل القيام بحقوقهم هو من حق الله الذي أمر الله به)(١).
ثانيًا: العفو:
هو من الأخلاق الكريمة الفاضلة التي دعا إليها الإسلام رغب فيها وندب الله عز وجل نبيه × والمؤمنون للأخذ به.
وهو الرضا بلا عتاب، وترك ما يستحقه المذنب من العقوبة، ومحو الذنب، والأعراض عن المؤاخذة.
والعفو دليل كمال النفس وشرفها ومظهر من مظاهر حسن الخلق ومن سمات أهل التقوى. ومن ثمراته محبة الله ثم محبة الخلق وبالعفو تهيئة المجتمع والنشء الصالح لحياة أفضل يسودها التعاون والاستقرار النفسي الاجتماعي وإزالة الأحقاد وبذر الألفة بين المسلمين.