ووردت نصوص عديدة تدل على أهمية العفو والأجر والمثوبة المرتبطة على من اتصف بهذا الخلق. قال تعالى: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣٤) ﴾ [آل عمران: ١٣٤] وها هو الصديق رضي الله عنه يعفو عن مسطح ابن أثاثة رضي الله عنه وهو من أقربائه يعيش على إحسانه لكنه لم يتورع في الكلام في حديث الإفك الذي اتهمت به البريئة الطاهرة عائشة رضي الله عنها فما كان من الصديق رضي الله عنه بدافع الحمية عن ابنته إلا أن يقطع هذا الإحسان فأنزل الله في أبي بكر رضي الله عنه يمتدحه ويبين فضله ويأمره أن يعود بعطائه المعتاد لذلك القريب المسكين المهاجر. وتروي عائشة رضي الله عنها هذه الحادثة فتقول: (فلما أنزل الله في براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق على مسطح شيئًا أبدًا بعد الذي قال لعائشة ما قال. فأنزل الله ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٢) ﴾ [النور: ٢٢] قال أبو بكر: بلى والله، غني أحب أن يغفر الله لي فرجع إلى النفقة التي كان ينفق عليه وقال: والله لا أنزعها منه أبدًا(١).