يحبون أن ينتشر بين الناس، حتى لا تكشف أوراقهم، وتفضح أراجيفهم، لأنهم جميعاً بلا استثناء يمثلون مقولة فرعون الذي استبعد قومه قال تعالى :﴿يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ (٢٩) سورة غافر.
والناس في الأغلب يميلون مع القوي، الذي يغريهم بالمال والمتاع والشهوات أو يلوِّحُ لهم بالعصا ﴿ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (٤١) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٢) قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (٤٣) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (٤٤) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (٤٥) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (٤٦) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٧) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (٤٨) قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (٤٩) قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (٥٠) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (٥١) ﴾ [الشعراء : ٤١ - ٥٢]
ولكن في نهاية المطاف سوف ينتصر الحق على الباطل، قال تعالى :﴿ قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ (١٢) سورة آل عمران
فإلى القرآن الكريم وعطائه المتدفق الذي لا ينتهي.
وأما طريقة عملي في هذا الكتاب فهي كما يلي :
فقد قسمته لمباحث على الشكل التالي :
المبحث الأول-أَغْرَاض اَلْقِصَّة في القرآن الكريم
المبحث الثاني-قصة أصحاب القرية
شرح الكلمات، المناسبة، المعنى العام، التفسير والبيان، ومضات عامة، ما ترشد إليه الآيات
المبحث الثالث-قطوف تربوية حول قصة أصحاب القرية.
المبحث الرابع-الإعجاز البياني في مثل أصحاب القرية الذين كذبوا المرسلين
وقد اعتمدت على أمهات كتب التفسير القديمة والحديثة، وكتب الحديث وغيرها.