أي: أولئك الأنبياء الذين ذكرناهم لك يا محمد، هم الذين هديناهم إلى الحق، وإلى الطريق المستقيم فبطريقتهم إلى الإيمان بالله، وفي ثباتهم على الحق، كن مقتديا ومتأسيا.
وأما تبشيره - ﷺ - عن طريق قصص الأنبياء السابقين بأن النصر سيكون له ولأتباعه، فنراه في آيات كثيرة: منها قوله تعالى: [﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ (سورة الأنعام: ٣٤)]
أي: ولقد كذب الأقوام السابقون رسلا كثيرين جاءوا لهدايتهم، فكان موقف هؤلاء الرسل من هذا التكذيب والأذى الصبر والثبات، واستمروا على صبرهم وثباتهم حتى أتاهم نصرنا الذي اقتضته سنتنا وأحكامنا التي لا تتخلف.
ولقد جاءك أيها الرسول الكريم من أخبار إخوانك الأنبياء السابقين ما فيه العظات والعبر، فعليك أن تستبشر بأن النصر سيكون لك ولأتباعك.
ومن الآيات التي بشرت النبي - ﷺ - بأن العافية ستكون له ولأتباعه، كما كانت للأنبياء السابقين وأتباعهم قوله تعالى: [﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ (سورة المجادلة: ٢١)]
وقوله سبحانه: [﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ "١٧١" إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ "١٧٢" وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ "١٧٣"﴾ (سورة الصافات: الآيات ١٧١ ـ١٧٣)]
[﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ (سورة غافر: الآية ٥١)]
١١- كذلك من أهداف القصة في القرآن الكريم: الاعتبار والاتعاظ. قال تعالى: [﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾]
وهذه الآية الكريمة هي الآية الأخيرة التي ختم الله تعالى بها سورة يوسف عليه السلام، التي اشتملت على أحسن القصص وأحكمه وأصدقه وأشده أثرا في النفوس.. أي: لقد كان في قصص أولئك الأنبياء الكرام، وما جرى لهم من أقوامهم، عبرة وعظة