وقال تعالى: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ﴾ [غافر: من الآية٢٨].
وقال تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب: من الآية٢٣].
فالإيمان يصنعُ الرجالَ، ولا يعرفُ قدرَ الرجالِ إلاَّ الرجالُ.
بينما المواجهةُ قائمةٌ بين رسل الله وأصحاب القريةِ، جاء رجلٌ مؤمن من أقصا المدينة يسعى دفعَهُ إيمانُهُ إلى الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ والدعوةِ إلى الله. فأخذ هذا الرجلُ يدعو قومَهُ بلطفٍ إلى الإيمان باللهِ والاستجابة لرسل اللهِ ويحذرهم من عقاب الله.
والله سبحانه وتعالى يخبرنا عن هذا الرجلِ المؤمنِ لنقتدي به في دعوتنا.
قال تعالى: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ. اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ. وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ. إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ﴾.
هكذا قالها بأعلى صوتِهِ: ﴿ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ﴾.
قالها لقومه ليتبعوه وقالها للرسلِ ليشهدوا لهُ بها عند الله يومَ القيامةِ.
فلما قال ذلك وثب عليه قومُه فقتلوه؛وقال قتادة: جعلوا يرجمونه بالحجارة، وهو يقول: "اللهم اهد قومي، فإنهم لا يعلمون". فلم يزالوا به حتى أقعصوه وهو يقول كذلك، فقتلوه، رحمه الله. (١)
هكذا الكفار لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمةً.
العنصر الثالث -نتيجة الكفر والإيمان
أما نتيجةُ الإيمان فهي سعادة الدنيا والآخرة.
• ففي الدنيا: