وقد اشتهر عدد من شعراء الجاهلية بالكتبة، منهم : سويد بن الصامت الأوسي، صاحب مجلة لقمان(٣)، والربيع بن زياد العبسي، وأخوته، وقد كتب إلى المنذر بن النعمان شعراً يعتذر إليه فيه، وكان مجاوراً لبني فزارة، ولم يكن من العرب مثله ومثل أخوته، وكان يقال لهم الكملة(٤). والزبرقان بن بدر والحطيئة، حيث إن الزبرقان قال له :>سر إلى أم شذرة وهي أم الزبرقان، وهي أيضاً عمة الفرزدق، وكتب إليها أن أحسني إليه، وأكثري له من التمر واللبن<(٥).
وقد اشتهر بعض العرب بلقب المعلمين، ذكر ابن حبيب بعضهم في حديثه عن أشراف المعلمين وفقهائهم فقال :>منهم : بشر بن عبد الملك السكوني، أخو أكيدر صاحب دومة الجندل، جاهلي، سفيان بن عبد شمس، جاهلي، أبو قيس بن عبد مناف، جاهلي، غيلان بن معتب الثقفي، مخضرم، عمر بن زرارة بن عدس بن زيد، جاهلي، كان يسمى الكاتب...<(٦).
وممن اشتهر بمعرفة الكتابة عبد اللّه بن جذعان، حتى إن روايةً قد وردت بأن حرب بن أمية قد تعلم منه(٧).
ومنهم أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة(١). وحرب بن أمية، وسفيان بن حرب(٢). وأبو سفيان وأبناؤه معاوية ويزيد وحنظلة، ويدل على هذا أن حنظلة بعث لوالده كتاباً، حيث خرج هو والعباس عم النبي ﷺ في تجارة إلى اليمن، يخبره فيه أن محمداً يدَّعي أنه رسول اللّه(٣).
وكان كعب بن زهير وأخوه بجير بن زهير يعرفان الكتابة والقراءة. وهذا ما ينقله لنا ابن قتيبة :>وكان زهير جاهليّاً لم يدرك الإسلام وأدركه ابناه كعب وبجير وأتى بجير فأسلم فكتب إليه كعب... فبلغ رسول اللّه شعره هذا فتوعده ونذر دمه. فكتب إليه بجير... فلما ورد عليه الكتاب ضاقت عليه الأرض برحبها وأرجف به من كان بحضرته من عدوه، فقال قصيدته التي أولها : بانت سعاد...<(٤)، وكان لبيد الشاعر المعروف يجيد الكتابة، وكانت ابنته تجيد الشعر والكتابة... (٥).
والذي يتتبع أخبار الحنيفيين أو الذين كانوا على نوع دين في الجاهلية. يجد أنهم كانوا يعرفون الكتابة، وذلك لأنهم كانوا يطلبون الدين في الآفاق، ويقرأون الكتب الدينية، ومنهم : ورقة بن نوفل، يروي الإمام البخاري :>وكان أمرأً تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء اللّه أن يكتب...<(٦).
ويقال إن أخته قتيلة بنت نوفل كانت تنظر في الكتب(٧).


الصفحة التالية
Icon