والأرقم بن الأرقم المخزومي الذي اتخذ الرسول ﷺ بيته مقرّاً للدعوة السرية، كان ممن يكتب ويقرأ، وهو من الذين أسلموا قديماً. وقيل أسلم بعد عشرة. وفي طبقات ابن سعد :>أنه كتب له ﷺ كتابه إلى عاصم بن الحارث الحارثي<(٥). ومصعب بن عمير، أسلم ورسول اللّه ﷺ في دار الأرقم، وقد بعثه الرسول ﷺ إلى المدينة لتعليم المسلمين القرآن(٦). وأبو بكر الصديق ومولاه عامر بن فهيرة، وهو ممن أسلم قديماً وعذب، وهو الذي كتب كتاب الأمان لسراقة بن مالك بن جعشم، أثناء الهجرة النبوية إلى المدينة(٧).
ومعيقيب بن أبي فاطمة الدوسي، مولى سعيد بن العاص، أسلم قديماً بمكة، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، ثم هاجر إلى المدينة، وكان على خاتم رسول اللّه ﷺ واستعمله عمر بن الخطاب خازناً على بيت المال(٨). والخباب بن الأرت وسعيد بن عمرو بن نفيل وفاطمة بنت الخطاب(٩).
إضافةً إلى السبعة عشر الذين ذكرهم البلاذري بقوله :>دخل الإسلام وفي قريش سبعة عشر رجلاً يكتب : عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وأبو عبيدة بن الجراح، وطلحة، ويزيد بن أبي سفيان، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وحاطب بن عمرو، أخو سهيل بن عمرو العامري عن قريش، وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وأبان بن سعيد بن العاصي بن أمية، وخالد بن سعيد أخوه، وعبد اللّه بن سعد بن أبي سرح العامري، وحويطب بن عبد العزى العامري، وأبو سفيان بن حرب بن أمية، ومعاوية بن أبي سفيان، وجهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، ومن حلفاء قريش العلاء بن الحضرمي<(١). ومعلوم أنه لم يذكر كثيراً ممن كانوا يعرفون الكتابة والقراءة في مكة، واشتهروا بذلك ومنهم أبو بكر رضي اللّه عنه وغيره(٢). وقد تبين أن الكتابة في مكة كانت منتشرةً لمركزها التجاري وكانت فيها الحضارة أوسع مما حولها، وكان فيها رجال ونساء يكتبون(٣).